منتديات سراج الأمل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات سراج الأمل

    تحديث الصفحة سلسلة محرمات استهان بها الناس

    meriem
    meriem
    Admin


    عدد المساهمات : 224
    نقاط : 13982
    تاريخ التسجيل : 27/07/2012
    العمر : 28
    الموقع : alokowa.ahlamontada.com

    تحديث الصفحة سلسلة محرمات استهان بها الناس Empty تحديث الصفحة سلسلة محرمات استهان بها الناس

    مُساهمة من طرف meriem الجمعة يوليو 27, 2012 3:31 pm


    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إخواني أخواتي الأعضاء و رواد المنتدى الإسلامي العام


    لا يخفى على أحد انتشار الجهل بين المسلمين بما يجب عليهم من أمور دينهم , لذلك نرى انتشار المعاصي بكل أنواعها بدون استثناء في شوارعنا , و الأخطر من ذلك انتقالها إلى البيوت ...

    كما لا يخفى عليكم إخواني أنه قد قل من ينكر على الناس هذه الأمور و يحذر منها ...

    فحرصاً على طهارة بيوتنا و صلاح عائلاتنا و عملا بقوله تعالى : " قُوا أَنفسكُم و أَهليكُم نارًا وقودُها الناسُ و الحجَارَة ..." أردت أن أطرح عليكم هذا الموضوع و هو :

    سلسلة : محرمات استهان بها الناس

    حيث نعرض من خلالها محرمات عدة منتشرة في بيوتنا و مجتمعاتنا و كيف تعامل معها ديننا الحنيف معتمدين ما كتاب الله عز و جل و صحيح السنة الشريفة و فتاوى علماء أهل السنة و الجماعة المعتبرين ...

    لذلك إخواني أطلب منكم التفاعل و المشاركة بقوة نظرا لخطورة هذه الأمور

    في الأخير نسأل الله عز و جل أن يرزقنا الإخلاص فيما نقول و نعمل

    و قبل الشروع في هذه السلسلة علينا أن نعرج على نقاط مهمة :

    فإن الله سبحانه وتعالى فرض فرائض لا يجوز تضييعها، وحد حدودا لا يجوز تعديها، وحرم أشياء لا يجوز انتهاكها.
    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عافية فاقبلوا من الله العافية، فإن الله لم يكن نسيا ثم تلا هذه الآية [وما كان ربك نسيا].) [رواه الحاكم 2/375 وحسنه الألباني في غاية المرام ص: 14]
    والمحرمات هي حدود الله عز وجل {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ } الطلاق/1 وقد هدد الله من يتعدى حدوده وينتهك حرماته فقال سبحانه: {وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} سورة النساء/14
    واجتناب المحرمات واجب لقوله صلى الله عليه وسلم (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم) [رواه مسلم: كتاب الفضائل حديث رقم 130 ط. عبد الباقي]
    ومن المشاهد أن بعض متبعي الهوى، ضعفاء النفوس، قليلي العلم إذا سمع بالمحرمات متوالية يتضجر ويتأفف ويقول: كل شيء حرام، ما تركتم شيئا إلا حرمتموه، أسأمتمونا حياتنا، وأضجرتم عيشتنا، وضيقتم صدورنا، وما عندكم إلا الحرام والتحريم، الدين يسر، والأمر واسع، والله غفور رحيم.

    ومناقشة لهؤلاء نقول:
    إن الله جل وعلا يحكم ما يشاء لا معقب لحكمه وهو الحكيم الخبير فهو يحل ما يشاء ويحرم ما يشاء سبحانه، ومن قواعد عبوديتنا لله عز وجل أن نرضى بما حكم ونسلم تسليما.
    وأحكامه سبحانه صادرة عن علمه وحكمته وعدله ليست عبثا ولا لعبا كما قال الله: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} الأنعام/115
    وقد بين لنا عز وجل الضابط الذي عليه مدار الحل والحرمة فقال تعالى: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ } الأعراف/157 فالطيب حلال والخبيث حرام.

    ثم إنه لا يجوز لأي أحد أن يتكلم في الحلال والحرام إلا أهل العلم العالمين بالكتاب والسنة وقد ورد التحذير الشديد فيمن يحلل ويحرم دون علم فقال تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ } سورة النحل/116
    والمحرمات المقطوع بها مذكورة في القرآن وفي السنة كقوله تعالى: ¤ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ ¤الآية سورة الأنعام/151
    وفي السنة كذلك ذكر لكثير من المحرمات كقوله صلى الله عليه وسلم (إن الله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام). [رواه أبوداود 3486 وهو في صحيح أبي داود 977]
    وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله إذا حرم شيئا حرم ثمنه). [رواه الدارقطني 3/7 وهو حديث صحيح]
    وقد يأتي في بعض النصوص ذكر محرمات مختصة بنوع من الأنواع مثلما ذكر الله المحرمات في المطاعم فقال: '' حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ .. '' الآيةالمائدة/3
    وذكر سبحانه المحرمات في النكاح فقال: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ.. الآية} النساء/23
    وذكر أيضا المحرمات من المكاسب فقال عز وجل: (وأحل الله البيع وحرم الربا.. الآية) البقرة/275
    ثم إن الله الرحيم بعباده قد أحل لنا من الطيبات مالا يحصى كثرة وتنوعا ولذلك لم يفصل المباحات لأنها كثيرة لا تحصر وإنما فصل المحرمات لانحصارها وحتى نعرفها فنجتنبها فقال عز وجل: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ } الأنعام/119

    أما الحلال فأباحه على وجه الإجمال مادام طيبا فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} البقرة/168 فكان من رحمته أن جعل الأصل في الأشياء الإباحة حتى يدل الدليل على التحريم، وهذا من كرمه سبحانه وتعالى ومن توسعته على عباده فعلينا الطاعة والحمد والشكر....

    وبعض الناس إذا رأوا الحرام معددا عليهم ومفصلا ضاقت أنفسهم ذرعا بالأحكام الشرعية وهذا من ضعف إيمانهم وقلة فقههم في الشريعة فهل يريد هؤلاء يا ترى أن يعدد عليهم أصناف الحلال حتى يقتنعوا بأن الدين يسر ؟ وهل يريدون أن تسرد لهم أنواع الطيبات حتى يطمئنوا أن الشريعة لا تكدر عليهم عيشهم ؟

    و الرد على هؤلاء واضح و لا داعي للإسترسال في الرد عليهم , و بعد - إخواني- نقول :
    فينبغي أن يعلم المسلم بأن في تحريم المحرمات حكما منها: أن الله يبتلي عباده بهذه المحرمات فينظر كيف يعملون ومن أسباب تميز أهل الجنة عن أهل النار أن أهل النار قد انغمسوا في الشهوات التي حفت بها النار وأهل الجنة صبروا على المكاره التي حفت بها الجنة، ولولا هذا الابتلاء ما تبين العاصي من المطيع. وأهل الإيمان ينظرون إلى مشقة التكليف بعين احتساب الأجر وامتثال أمر الله لنيل رضاه فتهون عليهم المشقة وأهل النفاق ينظرون إلى مشقة التكليف بعين الألم والتوجع والحرمان فتكون الوطأة عليهم شديدة والطاعة عسيرة.
    وبترك المحرمات يذوق المطيع حلاوة: من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ويجد لذة الإيمان في قلبه.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء سبتمبر 25, 2024 11:18 am