مبادئ الفقه
تكملة لموضوع مبادئ العقيدة
50 كل عبادة لابد لها من نية، والنية محلها القلب، والدليل حديث عمر بن
الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:
((إنما الأعمال بالنية)) متفق عليه.
51) التلفظ بالنية بدعة، والدليل حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي
-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه
فهو رد)). متفق عليه.
52) فإذا قيل لك: ما هي البدعة؟ فقل: هي ما أحدث بعد موت النبي -صلى الله
عليه وعلى آله وسلم- بقصد التعبد، وليس عليها دليل من الكتاب، ولا من
السنة.
53) خلق الله الماء طهورا يطهر النجاسات والأحداث، والدليل قول الله تعالى
﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً﴾[الفرقان: 48]، وقوله
تعالى ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ
بِهِ﴾[الأنفال: 11].
54) ماذا يقول من أراد دخول الخلاء؟
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وعلى آله
وسلم- إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)). متفق
عليه.
55) من آداب قضاء الحاجة:
عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه-، أنه قيل له: علمكم نبيكم كل شيء حتى
الخراءة، قال: أجل، لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول، أو أن
نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار. أخرجه مسلم.
56) لا تصح الصلاة إلا بوضوء، والدليل حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن
النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((لا تقبل صلاة من أحدث حتى
يتوضأ)). متفق عليه، وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله
عليه وعلى آله وسلم- قال: ((لا تقبل صلاة بغير طهور)). أخرجه مسلم.
57) أعضاء الوضوء: الوجه؛ بما فيه المضمضة والاستنشاق، واليدان تغسلان إلى المرفقين، والرأس يمسح مسحا، والرجلان تغسلان إلى الكعبين.
والدليل قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ
إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى
الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى
الْكَعْبَيْنِ﴾[المائدة:6]، ولحديث عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن
النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((ويل للأعقاب من النار)) متفق
عليه.
58) التيمن في الوضوء، وإطالة الغرة، والتحجيل، والدليل حديث أبي هريرة
-رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- غسل يده اليمنى
حتى شرع في العضد، وغسل اليسرى حتى شرع في العضد، ثم مسح برأسه، ثم غسل
رجله اليمنى حتى شرع في الساق، ثم غسل رجله اليسرى حتى شرع في الساق،
وقال: ((أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء)). أخرجه مسلم،
وصح في «سنن أبي داود» من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى
الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((إذا لبستم، وإذا توضأتم، فابدءوا
بأيامنكم)).
59) أحسن صفة لوضوء رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: أنه غسل
كفيه ثلاثا، ثم مضمض واستنشق، واستنثر (يجمع بين المضمضة والاستنشاق من
غرفة واحدة فعل ذلك ثلاثا ) ثم غسل وجهه ثلاثا، وغسل يديه إلى المرفقين
ثلاثا حتى شرع في العضد، ثم مسح رأسه بماء غير فضل يده مرة واحدة، بدأ من
قبل رأسه فأدبر بهما إلى قفاه، ثم أعادهما إلى حيث بدأ ثم غسل رجليه ثلاثا
إلى الكعبين حتى شرع في الساق. ثبت ذلك من حديث عثمان -رضي الله عنه-.
متفق عليه، وفيه زوائد من أحاديث أخرى صحيحة.
ويستحب استعمال السواك قبل الصلاة، والدليل حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-
أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((لولا أن أشق على أمتي
لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)). متفق عليه.
60) من لبس الخفين، أو الجوربين على وضوء، يشرع له أن يمسح عليهما, إن كان
مقيما يمسح عليهما يوما وليلة، وإن كان على سفر يمسح عليهما ثلاثة أيام
بلياليهن، والدليل حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه
وعلى آله وسلم- رخص للمسافر إذا توضأ، ولبس خفيه، ثم أحدث وضوءا أن يمسح
ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوما وليلة. أخرجه ابن ماجه، وهو حديث حسن،
وله شواهد يصح بها.
والمسح على ظاهر الخفين، والدليل حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-
قال: وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يمسح على ظاهر
خفيه. أخرجه أبوداود، وهو صحيح.
61) إذا حضرت الصلاة ولم تجد الماء فتيمم، والدليل قوله تعالى: ﴿فَلَمْ
تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا
بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾[المائدة:6]، والصعيد هو تراب الأرض،
والدليل حديث حذيفة أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((وجعلت
لنا الأرض كلها مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء)). رواه
مسلم.
62) فإذا فرغت من وضوءك تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده
ورسوله، والدليل حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله
-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((ما منكم من أحد يتوضأ، فيسبغ الوضوء، ثم
يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب
الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)). رواه مسلم.
63) نواقض الوضوء:
1 الخارج من القبل والدبر، والدليل حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: ((لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ)).
2و3 النوم المستغرق والجنابة، والدليل حديث صفوان بن عسال -رضي الله عنه-
قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يأمرنا إذا كنا سفرا أن
لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، ولكن من غائط وبول
ونوم. أخرجه الترمذي، وهو حديث حسن.
ونوم الأنبياء ليس بناقض لوضوئهم، لحديث أنس ابن مالك -رضي الله عنه-
أخرجه البخاري في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:
((الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم)) وهذه خصيصة لهم عليهم الصلاة
والسلام.
4 مس الذكر، والدليل حديث بسرة بنت صفوان -رضي الله عنها- أن النبي -صلى
الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((من مس ذكره فلا يصل حتى يتوضأ)). أخرجه
الترمذي، وهو حديث حسن، وصحيح بشواهده عند أحمد وغيره من حديث عبدالله بن
عمرو -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:
((أيما رجل مس ذكره فليتوضأ، وأيما امرأة مست فرجها فلتتوضأ)).
5 أكل لحم الإبل، والدليل حديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أن رجلا سأل
رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال: أنتوضأ من لحوم الإبل قال:
((نعم)). أخرجه مسلم.
6 الردة، وهي ناقضة للوضوء وللإسلام، والدليل قول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾[المائدة:5].
7 زوال العقل بجنون أو إغماء أو سكر وما أشبهها من الأدوية المزيلة للعقل، أجمع العلماء أن الوضوء ينتقض بذلك.
64) على المسلم في كل يوم وليلة خمس صلوات مفروضة، والدليل حديث طلحة بن
عبيدالله -رضي الله عنه- أن أعرابيا سأل رسول الله -صلى الله عليه وعلى
آله وسلم- عن الإسلام، فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
((خمس صلوات في اليوم والليلة)). متفق عليه. فإذا قيل: كم في الخمس
الصلوات ركعة؟ فقل: فيها سبع عشرة ركعة، الظهر أربع ركعات، والعصر أربع
ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء أربع ركعات، والصبح ركعتان، وفي السفر
تقصر الظهر، والعصر، والعشاء إلى ركعتين، فتصير إحدى عشرة ركعة.
65) كل صلاة يؤذن لها في وقتها، والدليل حديث مالك بن الحويرث -رضي الله
عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((فإذا حضرت الصلاة
فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم)). متفق عليه.
66) من سمع النداء يقول مثل ما قال المؤذن، والدليل حديث أبي سعيد الخدري
-رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((إذا
سمعتم النداء، فقولوا مثل ما يقول المؤذن)). متفق عليه.
67) إذا قمت إلى الصلاة، فاستقبل القبلة، والدليل قول الله تعالى:
﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ
شَطْرَهُ﴾[البقرة:144].
68) رفع اليدين في الصلاة في أربعة مواضع، والدليل حديث عبدالله بن عمر
-رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان إذا دخل في
الصلاة كبر ورفع يديه حذو منكبيه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا قال: سمع الله
لمن حمده رفع يديه (وإذا قام من الركعتين رفع يديه)، وكان ابن عمر يفعل
ذلك. متفق عليه. والرفع إذا قام من الركعتين انفرد به البخاري.
69) أصح دعاء في الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام ما جاء في حديث أبي هريرة
-رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا كبر
في الصلاة سكت هنيهة قبل القراءة، فسئل عما يقول، فقال: ((أقول اللهم باعد
بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج
والبرد)). متفق عليه.
70) قبل قراءة الفاتحة استعذ بالله من الشيطان الرجيم، وسم الله سرا،
والدليل ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾[النحل:98]، وعن أنس ابن مالك -رضي الله عنه- أن
النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأبا بكر، وعمر -رضي الله عنهم-
كانوا يفتتحون الصلاة بـ(الحمد لله رب العالمين). متفق عليه، وفي لفظ:
فكانوا لا يجهرون بـ(بسم الله الرحمن الرحيم).
أخرجه أحمد (3/179)، والنسائي (2/135) بسند صحيح.
71) بعد الاستعاذة والبسملة اقرإ الفاتحة، والدليل حديث عبادة بن الصامت
-رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((لا صلاة
لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)). متفق عليه.
72) الصلاة باطمئنان، والدليل حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي
-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال للمسيء صلاته: ((إذا قمت إلى الصلاة
فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع
حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها)).
متفق عليه.
73) النزول إلى السجود على اليدين، والدليل حديث البراء بن عازب -رضي الله
عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا قال سمع الله
لمن حمده، لم يحن أحد منا ظهره حتى يقع النبي -صلى الله عليه وعلى آله
وسلم- ساجدا، ثم نقع سجودا بعده. متفق عليه، وانحناء الظهر يكون في النزول
على اليدين.
74) أذكار الركوع، والسجود: عن حذيفة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله
عليه وعلى آله وسلم- كان يقول في ركوعه: ((سبحان ربي العظيم))، وفي سجوده
((سبحان ربي الأعلى)). أخرجه مسلم رقم (772)، وأدنى التسبيح في الركوع
والسجود ثلاث تسبيحات، ثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
بمجموع طرقه. وليكثر في ركوعه من الذكر، ويكثر في سجوده بعد التسبيح
المذكور من الدعاء، والدليل حديث ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى
الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل،
وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم)). أخرجه مسلم.
75) التشهد في الصلاة: وأصح صيغ التشهد حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أن
النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((فإذا جلس أحدكم في الصلاة
فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله
وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله)). متفق عليه.
76) صفة الجلوس في الصلاة والإشارة في التشهد: كما في حديث عبدالله بن
الزبير -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله
وسلم- إذا قعد في الصلاة وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، ويده اليسرى على
فخذه اليسرى، وأشار بأصبعه السبابة. أخرجه مسلم.
77) الصلاة على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بعد التشهد: والدليل
حديث فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله
وسلم- قال: ((إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه سبحانه وتعالى، والثناء
عليه، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ثم يدعوا بعد بما
شاء)). رواه أبوداود، وهو حديث صحيح.
ومن أحسن صيغ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ما جاء في
حديث أبي مسعود البدري -رضي الله عنه- أن بشير بن سعد قال للنبي -صلى الله
عليه وعلى آله وسلم-: أمرنا الله أن نصلي عليك يارسول الله، فكيف نصلي
عليك؟ قال: ((قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل
إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في
العالمين إنك حميد مجيد)). رواه مسلم.
78) الدعاء قبل التسليم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله
-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ
بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات،
ومن شر المسيح الدجال)). رواه مسلم رقم (588).
79) من أذكار النوم والاستيقاظ: عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: كان رسول
الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا أراد أن ينام قال: ((باسمك اللهم
أموت وأحيا)) وإذا استيقظ من منامه قال: ((الحمد لله الذي أحيانا بعد ما
أماتنا وإليه النشور)). رواه البخاري.
80) التسمية على الطعام، والدليل حديث عمر بن أبي سلمة أن النبي -صلى الله
عليه وعلى آله وسلم- قال له: ((يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما
يليك)) فما زالت تلك طعمتي بعد. متفق عليه.
81) أذى الجيران وغيرهم من المسلمين حرام، والدليل حديث ابن عمرو -رضي
الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((المسلم من سلم
المسلمون من لسانه ويده)). متفق عليه.
إذا أردت أن تدخل بيتا فاستأذن وسلم قبل دخولك، والدليل قول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ
بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى
أَهْلِهَا﴾[النور:27].
وعن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن النبي -صلى الله
عليه وعلى آله وسلم- قال لخادمه: ((اخرج إلى هذا وعلمه الاستئذان، فقل له:
قل: السلام عليكم، أأدخل)).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((... أفشوا السلام بينكم)). أخرجه مسلم.
82) عليك بالصدق فإنه يهدي إلى الجنة، والدليل حديث ابن مسعود -رضي الله
عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((إن الصدق يهدي إلى
البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور
يهدي إلى النار)). متفق عليه.
83) عليك ببر الوالدين، فقد أمر الله عز وجل بذلك، فقال: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً﴾[الإسراء:23].
84) احذر التشبه بالكافرين، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:
((من تشبه بقوم فهو منهم)). أخرجه أحمد وغيره من حديث ابن عمر، والحديث
حسن.
85) عليك بكثرة ذكر الله عزوجل، على ما ثبتت به الأدلة فإن ذلك من أسباب
الفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة:10]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((كلمتان خفيفتان على
اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان
الله العظيم)) متفق عليه.
كفارة المجلس: عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى
آله وسلم- كان إذا جلس مجلسا، أو صلى تكلم بكلمات، فسألته عائشة عن
الكلمات، فقال: ((إن تكلم بخير كان طابعا عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم
بغير ذلك كان كفارة: سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت، أستغفر الله وأتوب
إليه)). أخرجه أحمد، وهو حديث صحيح.
تكملة لموضوع مبادئ العقيدة
50 كل عبادة لابد لها من نية، والنية محلها القلب، والدليل حديث عمر بن
الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:
((إنما الأعمال بالنية)) متفق عليه.
51) التلفظ بالنية بدعة، والدليل حديث عائشة -رضي الله عنها- أن النبي
-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه
فهو رد)). متفق عليه.
52) فإذا قيل لك: ما هي البدعة؟ فقل: هي ما أحدث بعد موت النبي -صلى الله
عليه وعلى آله وسلم- بقصد التعبد، وليس عليها دليل من الكتاب، ولا من
السنة.
53) خلق الله الماء طهورا يطهر النجاسات والأحداث، والدليل قول الله تعالى
﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً﴾[الفرقان: 48]، وقوله
تعالى ﴿وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ
بِهِ﴾[الأنفال: 11].
54) ماذا يقول من أراد دخول الخلاء؟
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وعلى آله
وسلم- إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)). متفق
عليه.
55) من آداب قضاء الحاجة:
عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه-، أنه قيل له: علمكم نبيكم كل شيء حتى
الخراءة، قال: أجل، لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول، أو أن
نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار. أخرجه مسلم.
56) لا تصح الصلاة إلا بوضوء، والدليل حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن
النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((لا تقبل صلاة من أحدث حتى
يتوضأ)). متفق عليه، وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله
عليه وعلى آله وسلم- قال: ((لا تقبل صلاة بغير طهور)). أخرجه مسلم.
57) أعضاء الوضوء: الوجه؛ بما فيه المضمضة والاستنشاق، واليدان تغسلان إلى المرفقين، والرأس يمسح مسحا، والرجلان تغسلان إلى الكعبين.
والدليل قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ
إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى
الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى
الْكَعْبَيْنِ﴾[المائدة:6]، ولحديث عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن
النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((ويل للأعقاب من النار)) متفق
عليه.
58) التيمن في الوضوء، وإطالة الغرة، والتحجيل، والدليل حديث أبي هريرة
-رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- غسل يده اليمنى
حتى شرع في العضد، وغسل اليسرى حتى شرع في العضد، ثم مسح برأسه، ثم غسل
رجله اليمنى حتى شرع في الساق، ثم غسل رجله اليسرى حتى شرع في الساق،
وقال: ((أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء)). أخرجه مسلم،
وصح في «سنن أبي داود» من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى
الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((إذا لبستم، وإذا توضأتم، فابدءوا
بأيامنكم)).
59) أحسن صفة لوضوء رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: أنه غسل
كفيه ثلاثا، ثم مضمض واستنشق، واستنثر (يجمع بين المضمضة والاستنشاق من
غرفة واحدة فعل ذلك ثلاثا ) ثم غسل وجهه ثلاثا، وغسل يديه إلى المرفقين
ثلاثا حتى شرع في العضد، ثم مسح رأسه بماء غير فضل يده مرة واحدة، بدأ من
قبل رأسه فأدبر بهما إلى قفاه، ثم أعادهما إلى حيث بدأ ثم غسل رجليه ثلاثا
إلى الكعبين حتى شرع في الساق. ثبت ذلك من حديث عثمان -رضي الله عنه-.
متفق عليه، وفيه زوائد من أحاديث أخرى صحيحة.
ويستحب استعمال السواك قبل الصلاة، والدليل حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-
أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((لولا أن أشق على أمتي
لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)). متفق عليه.
60) من لبس الخفين، أو الجوربين على وضوء، يشرع له أن يمسح عليهما, إن كان
مقيما يمسح عليهما يوما وليلة، وإن كان على سفر يمسح عليهما ثلاثة أيام
بلياليهن، والدليل حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه
وعلى آله وسلم- رخص للمسافر إذا توضأ، ولبس خفيه، ثم أحدث وضوءا أن يمسح
ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوما وليلة. أخرجه ابن ماجه، وهو حديث حسن،
وله شواهد يصح بها.
والمسح على ظاهر الخفين، والدليل حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-
قال: وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يمسح على ظاهر
خفيه. أخرجه أبوداود، وهو صحيح.
61) إذا حضرت الصلاة ولم تجد الماء فتيمم، والدليل قوله تعالى: ﴿فَلَمْ
تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا
بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾[المائدة:6]، والصعيد هو تراب الأرض،
والدليل حديث حذيفة أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((وجعلت
لنا الأرض كلها مسجدا، وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء)). رواه
مسلم.
62) فإذا فرغت من وضوءك تقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده
ورسوله، والدليل حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله
-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((ما منكم من أحد يتوضأ، فيسبغ الوضوء، ثم
يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب
الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)). رواه مسلم.
63) نواقض الوضوء:
1 الخارج من القبل والدبر، والدليل حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: ((لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ)).
2و3 النوم المستغرق والجنابة، والدليل حديث صفوان بن عسال -رضي الله عنه-
قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يأمرنا إذا كنا سفرا أن
لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة، ولكن من غائط وبول
ونوم. أخرجه الترمذي، وهو حديث حسن.
ونوم الأنبياء ليس بناقض لوضوئهم، لحديث أنس ابن مالك -رضي الله عنه-
أخرجه البخاري في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:
((الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم)) وهذه خصيصة لهم عليهم الصلاة
والسلام.
4 مس الذكر، والدليل حديث بسرة بنت صفوان -رضي الله عنها- أن النبي -صلى
الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((من مس ذكره فلا يصل حتى يتوضأ)). أخرجه
الترمذي، وهو حديث حسن، وصحيح بشواهده عند أحمد وغيره من حديث عبدالله بن
عمرو -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:
((أيما رجل مس ذكره فليتوضأ، وأيما امرأة مست فرجها فلتتوضأ)).
5 أكل لحم الإبل، والدليل حديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه- أن رجلا سأل
رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال: أنتوضأ من لحوم الإبل قال:
((نعم)). أخرجه مسلم.
6 الردة، وهي ناقضة للوضوء وللإسلام، والدليل قول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ﴾[المائدة:5].
7 زوال العقل بجنون أو إغماء أو سكر وما أشبهها من الأدوية المزيلة للعقل، أجمع العلماء أن الوضوء ينتقض بذلك.
64) على المسلم في كل يوم وليلة خمس صلوات مفروضة، والدليل حديث طلحة بن
عبيدالله -رضي الله عنه- أن أعرابيا سأل رسول الله -صلى الله عليه وعلى
آله وسلم- عن الإسلام، فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:
((خمس صلوات في اليوم والليلة)). متفق عليه. فإذا قيل: كم في الخمس
الصلوات ركعة؟ فقل: فيها سبع عشرة ركعة، الظهر أربع ركعات، والعصر أربع
ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء أربع ركعات، والصبح ركعتان، وفي السفر
تقصر الظهر، والعصر، والعشاء إلى ركعتين، فتصير إحدى عشرة ركعة.
65) كل صلاة يؤذن لها في وقتها، والدليل حديث مالك بن الحويرث -رضي الله
عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((فإذا حضرت الصلاة
فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم)). متفق عليه.
66) من سمع النداء يقول مثل ما قال المؤذن، والدليل حديث أبي سعيد الخدري
-رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((إذا
سمعتم النداء، فقولوا مثل ما يقول المؤذن)). متفق عليه.
67) إذا قمت إلى الصلاة، فاستقبل القبلة، والدليل قول الله تعالى:
﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ
شَطْرَهُ﴾[البقرة:144].
68) رفع اليدين في الصلاة في أربعة مواضع، والدليل حديث عبدالله بن عمر
-رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان إذا دخل في
الصلاة كبر ورفع يديه حذو منكبيه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا قال: سمع الله
لمن حمده رفع يديه (وإذا قام من الركعتين رفع يديه)، وكان ابن عمر يفعل
ذلك. متفق عليه. والرفع إذا قام من الركعتين انفرد به البخاري.
69) أصح دعاء في الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام ما جاء في حديث أبي هريرة
-رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا كبر
في الصلاة سكت هنيهة قبل القراءة، فسئل عما يقول، فقال: ((أقول اللهم باعد
بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا
كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج
والبرد)). متفق عليه.
70) قبل قراءة الفاتحة استعذ بالله من الشيطان الرجيم، وسم الله سرا،
والدليل ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾[النحل:98]، وعن أنس ابن مالك -رضي الله عنه- أن
النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأبا بكر، وعمر -رضي الله عنهم-
كانوا يفتتحون الصلاة بـ(الحمد لله رب العالمين). متفق عليه، وفي لفظ:
فكانوا لا يجهرون بـ(بسم الله الرحمن الرحيم).
أخرجه أحمد (3/179)، والنسائي (2/135) بسند صحيح.
71) بعد الاستعاذة والبسملة اقرإ الفاتحة، والدليل حديث عبادة بن الصامت
-رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((لا صلاة
لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)). متفق عليه.
72) الصلاة باطمئنان، والدليل حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي
-صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال للمسيء صلاته: ((إذا قمت إلى الصلاة
فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع
حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها)).
متفق عليه.
73) النزول إلى السجود على اليدين، والدليل حديث البراء بن عازب -رضي الله
عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا قال سمع الله
لمن حمده، لم يحن أحد منا ظهره حتى يقع النبي -صلى الله عليه وعلى آله
وسلم- ساجدا، ثم نقع سجودا بعده. متفق عليه، وانحناء الظهر يكون في النزول
على اليدين.
74) أذكار الركوع، والسجود: عن حذيفة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله
عليه وعلى آله وسلم- كان يقول في ركوعه: ((سبحان ربي العظيم))، وفي سجوده
((سبحان ربي الأعلى)). أخرجه مسلم رقم (772)، وأدنى التسبيح في الركوع
والسجود ثلاث تسبيحات، ثبت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-
بمجموع طرقه. وليكثر في ركوعه من الذكر، ويكثر في سجوده بعد التسبيح
المذكور من الدعاء، والدليل حديث ابن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى
الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل،
وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم)). أخرجه مسلم.
75) التشهد في الصلاة: وأصح صيغ التشهد حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أن
النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((فإذا جلس أحدكم في الصلاة
فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله
وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله)). متفق عليه.
76) صفة الجلوس في الصلاة والإشارة في التشهد: كما في حديث عبدالله بن
الزبير -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله
وسلم- إذا قعد في الصلاة وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، ويده اليسرى على
فخذه اليسرى، وأشار بأصبعه السبابة. أخرجه مسلم.
77) الصلاة على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بعد التشهد: والدليل
حديث فضالة بن عبيد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله
وسلم- قال: ((إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه سبحانه وتعالى، والثناء
عليه، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ثم يدعوا بعد بما
شاء)). رواه أبوداود، وهو حديث صحيح.
ومن أحسن صيغ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ما جاء في
حديث أبي مسعود البدري -رضي الله عنه- أن بشير بن سعد قال للنبي -صلى الله
عليه وعلى آله وسلم-: أمرنا الله أن نصلي عليك يارسول الله، فكيف نصلي
عليك؟ قال: ((قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل
إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في
العالمين إنك حميد مجيد)). رواه مسلم.
78) الدعاء قبل التسليم، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله
-صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ
بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات،
ومن شر المسيح الدجال)). رواه مسلم رقم (588).
79) من أذكار النوم والاستيقاظ: عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: كان رسول
الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إذا أراد أن ينام قال: ((باسمك اللهم
أموت وأحيا)) وإذا استيقظ من منامه قال: ((الحمد لله الذي أحيانا بعد ما
أماتنا وإليه النشور)). رواه البخاري.
80) التسمية على الطعام، والدليل حديث عمر بن أبي سلمة أن النبي -صلى الله
عليه وعلى آله وسلم- قال له: ((يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما
يليك)) فما زالت تلك طعمتي بعد. متفق عليه.
81) أذى الجيران وغيرهم من المسلمين حرام، والدليل حديث ابن عمرو -رضي
الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((المسلم من سلم
المسلمون من لسانه ويده)). متفق عليه.
إذا أردت أن تدخل بيتا فاستأذن وسلم قبل دخولك، والدليل قول الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ
بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى
أَهْلِهَا﴾[النور:27].
وعن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أن النبي -صلى الله
عليه وعلى آله وسلم- قال لخادمه: ((اخرج إلى هذا وعلمه الاستئذان، فقل له:
قل: السلام عليكم، أأدخل)).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((... أفشوا السلام بينكم)). أخرجه مسلم.
82) عليك بالصدق فإنه يهدي إلى الجنة، والدليل حديث ابن مسعود -رضي الله
عنه- أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((إن الصدق يهدي إلى
البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور
يهدي إلى النار)). متفق عليه.
83) عليك ببر الوالدين، فقد أمر الله عز وجل بذلك، فقال: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ
أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً﴾[الإسراء:23].
84) احذر التشبه بالكافرين، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال:
((من تشبه بقوم فهو منهم)). أخرجه أحمد وغيره من حديث ابن عمر، والحديث
حسن.
85) عليك بكثرة ذكر الله عزوجل، على ما ثبتت به الأدلة فإن ذلك من أسباب
الفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة:10]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((كلمتان خفيفتان على
اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان
الله العظيم)) متفق عليه.
كفارة المجلس: عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وعلى
آله وسلم- كان إذا جلس مجلسا، أو صلى تكلم بكلمات، فسألته عائشة عن
الكلمات، فقال: ((إن تكلم بخير كان طابعا عليهن إلى يوم القيامة، وإن تكلم
بغير ذلك كان كفارة: سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت، أستغفر الله وأتوب
إليه)). أخرجه أحمد، وهو حديث صحيح.