منتديات سراج الأمل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات سراج الأمل

2 مشترك

    كيف نعَّظم الحبيب صلى الله عليه وسلم

    khald*mh
    khald*mh


    عدد المساهمات : 25
    نقاط : 13537
    تاريخ التسجيل : 31/07/2012

    كيف نعَّظم الحبيب صلى الله عليه وسلم Empty كيف نعَّظم الحبيب صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف khald*mh الثلاثاء يوليو 31, 2012 7:42 pm











    كيف نعَّظم الحبيب صلى الله عليه وسلم


    اهتم أهل السنة والجماعة
    واعتنوا بجمع خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وإبراز فضائله وحسن
    أخلاقه ، فلم يخل كتاب من كتب السنة من ذكر مآثره ، كما أُفردت كتب مستقلة
    للحديث عنه وعن سيرته وشمائله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، مما يدعو كل مسلم
    أن يعظمه ويوقره ، قال الله تعالى : {

    إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا
    بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ
    بُكْرَةً وَأَصِيلاً
    ** (الفتح:9:Cool .

    يقول
    ابن القيم :
    " ومما يُحْمد عليه - صلى الله عليه وسلم - ما جبله الله عليه من مكارم
    الأخلاق وكرائم الشيم ، فإن من نظر في أخلاقه وشيمه - صلى الله عليه وسلم -
    علم أنها خير أخلاق الخلق ، وأكرم شمائل الخلق ، فإنه - صلى الله عليه
    وسلم - كان أعظم الخلق ، وأعظمهم أمانة ، وأصدقهم حديثاً ، وأجودهم
    وأسخاهم ، وأشدهم احتمالاً ، وأعظمهم عفواً ومغفرة ، وكان لا يزيد شدة
    الجهل عليه إلا حلماً ، كما روى
    البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو ـ
    رضي الله عنهما ـ أنه قال في صفة رسول الله في التوراة : " محمد عبدي
    ورسولي ، سميته المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ، ولا يجزي
    بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء ،
    بأن يقولوا لا إله إلا الله، وأفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا
    " . وأرحم الخلق وأرأفهم بهم ، وأعظم الخلق نفعاً لهم في دينهم ودنياهم ،
    وأفصح خلق الله وأحسنهم تعبيراً عن المعاني الكثيرة بالألفاظ الوجيزة
    الدالة على المراد ، وأصبرهم في مواطن الصبر ، وأصدقهم في مواطن اللقاء ،
    وأوفاهم بالعهد والذمة ، وأعظمهم مكافأة على الجميل بأضعافه ، وأشدهم
    تواضعاً ، وأعظمهم إيثاراً على نفسه ، وأشد الخلق ذبَّاً عن أصحابه ،
    وحماية له ، ودفاعاً عنهم ، وأقوم الخلق بما يأمر به ، وأتركهم لما ينهى
    عنه ، وأوصل الخلق لرحمه " .

    ومن أسباب تعظيم الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ :

    تعظيم الله ـ عز وجل ـ له ، حيث أقسم بحياته في قوله تعالى : { لَعَمْرُكَ إنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ **(الحجر: 72)، كما أثنى عليه فقال: { وإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ **(القلم: 4)، وقال: { ورَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ **(الشرح: 4) ، فلا يُذكر بَشَر في الدنيا ويثنى عليه كما يُذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويثنى عليه .

    ومنها : أن من شروط إيمان العبد أن يعظم النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال - تعالى - : {

    إنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً ومُبَشِّراً ونَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا
    بِاللَّهِ ورَسُولِهِ وتُعَزِّرُوهُ وتُوَقِّرُوهُ وتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً
    وأَصِيلاً
    **(الفتح 8 : 9) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الصارم المسلول: " إن قيام المدحة والثناء عليه ، والتعظيم والتوقير له ، قيام الدين كله ، وسقوط ذلك سقوط الدين كله ".

    ومن أسباب تعظيمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كذلك ما ميزه الله - تعالى - به -
    من شرف النسب ، وكرم الحسب ، وصفاء النشأة ، وأكمل الصفات والأخلاق
    والأفعال ، وما تحمله - صلى الله عليه وسلم - من مشاق نشر الدعوة ، وأذى
    المشركين بالقول والفعل حتى أتم الله به الدين وأكمل به النعمة .


    تعظيم الصحابة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :


    لما نال الصحابة - رضوان الله عليهم أجمعين - شرف لقاء وصحبة النبي - صلى
    الله عليه وسلم -، كان لهم النصيب الأوفى من توقيره وتعظيمه مما سبقوا به
    غيرهم ، ولم ولن يدركهم أحد من بعدهم .. وأجمل من وصف شأنهم في ذلك
    عروة بن مسعود الثقفي -
    رضي الله عنه ـ حين فاوض النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلح الحديبية ،
    فلما رجع إلى قريش قال : " أي قوم ! والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على
    قيصر وكسرى
    والنجاشي
    ، والله إنْ رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا ،
    والله إن تنخمَّ نخامةً إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده ،
    وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم
    خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدُّون النظر إليه تعظيما له .." رواه
    البخاري .

    إن الأمر بتعظيم وتوقير النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني أن ذلك عبادة ،
    ومن ثم فالسؤال الذي يطرح نفسه : كيف نعظم الحبيب - صلى الله عليه وسلم - ؟


    إن من أجَّل وأعظم صور توقير الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ الاقتداء به
    واتباعه ، فمتابعته - صلى الله عليه وسلم - هي مقتضى الشهادة بأن محمداً
    رسول الله ، ولازم من لوازمها ، إذ معنى الشهادة له بأنه رسول الله حقاً ـ
    كما يقول الشيخ
    محمد بن عبد الوهاب : " طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما عنه نهى وزجر ، وأن لا يُعْبد الله إلا بما شرع " .
    وهذا من كمال التعظيم والتوقير ، إذ أي تعظيم أو توقير للنبي - صلى الله
    عليه وسلم - لدى من شك في خبره ، أو استنكف عن طاعته ، أو ارتكب مخالفته ،
    أو ابتدع في دينه ، وعَبَد اللهَ من غير طريقه ؟! ، ومن ثم قال ـ صلى الله
    عليه وسلم ـ : (
    من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد(مردود عليه) ) رواه مسلم .

    ومن صور تعظيم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :


    الثناء والصلاة عليه ، والتأدب عند ذ كره - صلى الله عليه وسلم - بأن لا
    يذكر باسمه مجرداً ، بل يوصف بالنبوة أو الرسالة ، والإكثار من ذكره ،
    والشوق لرؤيته ، وتعداد فضائله وخصائصه ، ومعجزاته ودلائل نبوته ، وتعريف
    الناس بسنته وتعليمهم إياها ، وتذكيرهم بمكانته ومنزلته وحقوقه ، وذكر
    صفاته وأخلاقه وخلاله ، وما كان من أمور دعوته وسيرته وغزواته ..


    ومتى كان تعظيم النبي - صلى الله عليه وسلم - مستقراً في القلب ، فإن آثار
    ذلك ستظهر على الجوارح واللسان حتماً لا محالة ، حيث يجري اللسان بمدحه
    والثناء عليه وذكر محاسنه ، وترى باقي الجوارح ممتثلة لما جاء به ومتبعة
    لشرعه وأوامره ، ومؤدية لمالَه من الحق والتكريم ، وذلك كله في حدود
    المشروع ، وسطاً بين الجفاء وبين الغلو.


    ومن صور التعظيم للحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعظيم ما جاء به من الشريعة
    المتضَّمَنَة في الكتاب والسنة كما فهمها سلف الأمة ، وذلك باتباعها
    والتزامها قلباً وقالباً ، وتحكيمها في كل مناحي الحياة ، وشؤونها الخاصة
    والعامة ، فإن هذا هو مقتضى التعظيم الحقيقي ، والتوقير الصادق للحبيب ـ
    صلى الله عليه وسلم ـ .


    ولذا قدم الله - عز وجل ـ هذه الصورة من صور تعظيمه ، وهذا الأدب على سائر
    الآداب الواجبة معه - صلى الله عليه وسلم - ، فنهى عن التقدم بين يديه
    بأمر دون أمره ، أو قول دون قوله ، فقال تعالى : {
    يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ ورَسُولِهِ واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ** (الحجرات: 1) .
    ومن ثم فأسعد الناس حظاً بتعظيمه ، وأقربهم إلى الشرب من حوضه ، هم من أحيوا سنته واتبعوا شريعته وهديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

    إن ادعاء تعظيم الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينبغي ترجمته باتباعه ،
    والاقتداء بأفعاله ومواقفه ، التي عاشها في العسر واليسر ، وفي الرضا
    والغضب ، والفقر والغنى ، والفرح والحزن ، وحين أدبرت عنه الدنيا ، وحين
    كانت تقبل عليه ، بل في حياته كلها ، قال الله تعالى : {

    لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ
    يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً
    **(الأحزاب:21) ..
    نسأل
    الله تعالى أن يجعلنا من المعظمين لرسولنا - صلى الله عليه وسلم ـ
    المتبعين لسنته ، وأن يحشرنا في زمرته ، ويسقينا من يده الشريفة شربة لا
    نظمأ بعدها أبدا ..


    meriem
    meriem
    Admin


    عدد المساهمات : 224
    نقاط : 14153
    تاريخ التسجيل : 27/07/2012
    العمر : 29
    الموقع : alokowa.ahlamontada.com

    كيف نعَّظم الحبيب صلى الله عليه وسلم Empty رد: كيف نعَّظم الحبيب صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف meriem الأربعاء أغسطس 01, 2012 10:26 am

    شكرا اخي على الموضوع
    khald*mh
    khald*mh


    عدد المساهمات : 25
    نقاط : 13537
    تاريخ التسجيل : 31/07/2012

    كيف نعَّظم الحبيب صلى الله عليه وسلم Empty رد: كيف نعَّظم الحبيب صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة من طرف khald*mh الأربعاء أغسطس 01, 2012 10:49 am

    Basketball

    شكرا على المرور اختي

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 9:53 pm